الثلاثاء، يوليو ٢٨، ٢٠٠٩

رياح التغيير في الخطاب الباباوي


في ظاهرة جديدة من نوعها ، تغيرت لهجة الخطاب العام لقداسة البابا شنودة الثالث فبعد ان كانت الاجابة المعتادة على اسئلة من نوعية العلاقة بين المسلمين و الاقباط هي ان الوضع يسود عليه الحب و الإخاء جائت اجابته مختلفة هذه المره فى حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية حيث قال:

«فى المشكلات الطائفية لا نرى دورا سوى لرجال الأمن، وسط غياب تام لأعضاء البرلمان والمجالس المحلية، وبعد أن يتدخل رجال الأمن تتدخل المؤسسات الدينية لكى تؤيد الحل الأمنى وبعد ذلك نهاجم رجال الدين ونتهمهم بالعمل فى السياسة».

ورفض وصف تلك المشكلات بأنها أحداث فردية، وقال: «الأحداث الفردية إذا تكررت لا تصبح فردية»، معتبرا أن الحياد فى التعاطى مع تلك المشكلات ليس موجودا فى كل الحالات، إلا أنه رفض اتهام جهة بعينها بعدم الحياد. ورأى البابا شنودة أن العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر فى مجملها ليست طيبة، قائلا: «شيخ الأزهر رجل طيب وسمح وتجمعنى به علاقة طيبة، وكثيرا ما نلتقى فى مناسبات مختلفة ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه العلاقة الطيبة بين المسلمين والأقباط».

كما تغيرت صيغة الخطاب من التاييد المطلق لسيادة الرئيس حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية الاخيرة حتى انه دعى الشعب القبطي لانتخابه
جائت تصريحاته مختلفة قليلا هذه المره
في حواره على قناة ON TV:

حيث رفض البابا أن يقول رأيه الشخصى فى جمال مبارك، وقال: «لما ييجى الوقت المناسب أنا وباقى الأقباط سوف نقول رأينا، بدلا من أن أقول رأياً، ويبدأوا فى الهجوم عليه لأنه صادر من الكنيسة».

كما اضاف
إن أمر رئاسة الجمهورية ليس مسألة توريث، و«لكن مسألة كفاءة شخصية لشخص معين، خاصة أننا لا نجد من يرشح نفسه أمامه»، قاصدا نجل الرئيس مبارك.

ولسنا نعلم لماذا هذا التغير في صيغة الخطاب هل هي نتيجة تزايد الضغوط على قداسته من جانب الحكومة ام محاولة لكسب التيار العلماني داخل الكنيسة الذي يرى في الخطاب القديم مداهنة للدولة للحصول على مصالح اكبر لصالح الاقباط و الكنيسة دون الصدام مع القيادات.

عن جريدة المصري اليوم

ليست هناك تعليقات: